قائمة المقالات الصفحة الرئيسية

 

العالم الذي نعيش فيه هو عالم مادي، فالأموال صارت شيء أساسي في التعامل، فلكي تحصل على طعام وشراب أو لباس… فلابد أن تدفع الثمن، فكل يوم ينقضي لابد للإنسان أن يتعامل بالأموال لأجل الأخذ والعطاء. وما أكثر الشعارات التي يرفعها الناس في كل مكان، فنسمع من يقول ( الذي لا يملك فلس لا يساوي فلس) أي أن قيمة الإنسان بمقدار ما يملك من أموال. وفي مبدأ الزواج نسمع ( الفلوس تجيب العروس). وخلاصة القول أنه حتى تأخذ يجب أن تدفع في المقابل، فهل يوجد شيء نأخذه مجاناً سوى الهواء الذي نستنشقه؟ وربما يقول البعض هناك شركات أو تجار يوزعون عينات مجانية من بضائعهم على الزبائن، وهذا صحيح لكن لا ننسى أن ذلك ينصب في سبيل الدعاية والترويج للبضاعة.

 وما أريد أن أقوله هو إنّ تعامل الناس على مبدأ ( خذ مالاً وأعطيني هذا أو تلك) انعكس على نفسيته وتصرفاته في الحياة الروحية، واصبح للإنسان أمور موروثة وتقاليد يتبعها دون أن يفحص صحتها، فمثلا قد يحاول أحد ما بتوزيع أمواله على الفقراء ليس من باب الإنسانية بل لكي يربح النعيم الأبدي أيضاً. وآخر يتبرع لأجل أعمال خيرية ، فيظن أن ذلك يبعد عنه دينونة جهنم أو على الأقل يخفف من وطأتها!!! وبهذا الفكر المتوارث أصبح الناس يفكرون إن الله يمنح الغفران على أساس الأخذ من الإنسان ( ففكر الناس، أدفع ، أتبرع ، أعطي ، أتصدق … لكي أنال غفران خطايا ، لكي أنال رحمة ، لكي أعفى من جهنم … ) وبذلك جعل أولئك الناس الله كبقال !!! وحاشا لله أن يكون كالبقال!!! حاشا لله .

 ولهذا فعندما أسال بعض الأشخاص: كيف ستدخل للسماء؟ فيكون الجواب الروتيني ( أنا لست شريراً كما أني إنسان صالح وأعطيت ، وساعدت وتبرعت وهذا هو رأس مالي الذي يدخلني السماء ….)

أخي… أختي … لو أن الله تعامل معنا بحسب الفكر البشري، فسوف تكون السماء من نصيب الأغنياء لأنهم أكثر الناس قدرة على الزكاة والصدقات ووو…. ولأصبح جميع الفقراء في بئس المصير في نار جهنم !!!

لكن الله منزه عن هذه الأفكار البشرية التي أستطيع أن اسميها أفكار باطلة أو استحسان بشري أو كبرياء وبرّ ذاتي … إنّ الله أفكاره سامية جداً جداً "يقول الرب لأنه كارتفاع السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" ( اشعياء 9:55) والآن يقدم لك الله الخبر الطيب الذي يفرح قلبك.

 "أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه والذي ليس عنده فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن…أسمعوا فتحيا أنفسكم " ( اشعياء 1:55،3)

 يا له من إعلان عظيم وثمين ولأجل كلفته الغالية فهو مقدم لك مجانا نعم بلا فضة وبلا ثمن !!! فهذا مبدأ الله في العهد القديم وفي العهد الجديد أيضاً حيث قال ابن الله

" أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً" ( رؤيا يوحنا 6:21)

 ألا تريد أن ترتوي؟ ألا تتمنى أن تأخذ الحياة الأبدية كما يقدمها الله لك مجانا؟؟ نعم الرب يسوع يعطي الحياة الأبدية مجانا، يقدمها لك في ملء نعمته وملء محبته. وربما تتعجب لماذا مجانا؟؟ ذلك لأن الثمن غالي ومكلف جداً، فلكي نحصل على غفران الخطايا وننال الحياة الأبدية؛ دفع يسوع عقوبة خطايانا، ثمن خطايانا هو موت المسيح الكفاري على الصليب، لقد سفك دمه الثمين لكي يشترينا ويفتدينا. فعندما تضع ثقتك بالرب يسوع الذي أكمل كل شيء في الصليب، فإنك تأخذ عطية الله " هبة الله حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا" وعندئذٍ تدرك قيمة نفسك ، فقد أخذت مجانا لأنك لا تستطيع أن تشتري دم المسيح الكريم !! وتدرك أنك اشُتريت بثمن " لأنكم قد اشُتريتم بثمن"  (1كورنثوس20:6 ) بل أكثر من ذلك لقد افُتديت أي تحررت من عبودية الخطية بثمن مكلف ( دم المسيح )

 "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب…. بل بدمٍ كريمٍ كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح "  ( 1 بطرس 18:19)

ولهذا فإن معادلة الحياة الأبدية هي كالتالي:

الحياة الأبدية = دم المسيح الكريم الذي سفك على الصليب

 إن الله بمحبته العظيمة يقدم للجميع ( للفقراء وللأغنياء، للجهلاء وللحكماء …) هبة مجانية لكل من يقبل،  فرغم إن أجرة الخطية هي موت ولكن أيضاً هبة الله حياة أبدية في المسيح يسوع ربنا.

تعال لنرفع قلبنا بصلاة:

يا إلهي أني أشكرك لأنك أحببتني وبرهنت ذلك في موت يسوع على الصليب، أعترف أني إنسان هالك بالذنوب والخطايا، ولا أستطيع أن أدفع ثمن خلاصي ، أشكرك لأجل كفارة المسيح على الصليب، والدم الثمين الذي سال لأجلي، إني أفتح لك قلبي.. طهرني.. وقدسني بدم المسيح قلبي يفيض بالشكر لك لأنك منحتني حياتك الأبدية بلا ثمن وبلا فضة باسم  ربنا يسوع المسيح أصلي آمين.